بسم الله الرحمن الرحيم
مما لا شك فيه أن التطور العلمي و التقدم التقني في ظل عصر الإنترنت و التواصل السريع قد وصل مراحل متقدمة لم تخطر على بالِ أحد ، فلنا أن نتخيل أنّه قبل عشرين سنة فقط كان من يُسافر للولايات المتحدة الأمريكية لِغرضِ العمل أو الدراسة كانت وسيلة تواصلهِ المعتادة مع أهله بإرسال الرسائل البريدية و قد يُرفق معها شريط فيديو مُصوّر أو تسجيل صوتي يُطمئِن أهله عنهُ و يُمدهم بأخبارهِ ، أمّا الآن فكل ما عليه هو أن يخرج قطعة معدنية من جيبه و يضعها أمَامهُ ليُخاطب من يشاء بالصوت و الصورة كأنه أمامه.
هذه الثورة العلمية في التقنية (كما يمكن أن نسميها) فرضت نفسها على أرض الواقع و أصبح الكبير قبل الصغير لا يستطيع الإستغناء عنها لِمَا تُتِيح لهُ من فضاء حُر يخدم جميع الأذواق و التوجهات.
إستغلال هذه التقنية في نشر فكر معيّن أو استخدامها كوسيلة وعْظ و إرشاد أو لمجرد التسلية حقٌ للجميع ما لم يترتب عليه إيذاء أو تعدّي.
الإنفتاح الكبير الذي نشهده هذهِ الأيام و الحرية الكبيرة في الطرح و التلقي أَنهيَا عصر الإنغلاق و الوصاية و المنع ، و صار من السهلِ الوصول لأيّ معلومة و قراءَة أيّ كتابٍ و مشاهدةَ أيّ فلمٍ في العالم بضغطةِ زرّ ، لذلك ليس من الحكمة أن تفرِضَ على أبناءِك سواءً كانوا أطفالاً أو مراهقين أي مادةٍ علميةً كانت أو ترفيهية.
افتح المجال لهم و أعطِهم الحرية في اختيارِ ما يرونَه مُناسباً ، بعدَ أن تزرع فيهم القيمَ و المبادئ التي تساعدهم على التمييز بين الغثّ و السمين.
( لا تأمُرني أن أمتنع عن تناول السمّ كي لا أموت ، فهّمني و علّمني ما هو السمّ و دعِ الإختيار لي )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق